علماء الكيمياء العرب

جابر بن حيان

أبو عبد الله جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي(101 هـ/721 م - 199 هـ/815 م) أبو الكيمياء.
ولد جابر بن حيان على أشهر الروايات في سنة 101هـ/721 م  وقيل أيضاً 117 هـ / 737 م 
وقد اختلفت الروايات على تحديد أصله وكذلك مكان مولده فمن المؤرخين من يقول بأنه من مواليد الكوفة على الفرات، ومنهم من يقول أن أصله من مدينةحران من أعمال بلاد ما بين النهرين ويوجد حتى من يقول أن أصله يونانيا أو أسبانيا. ولعل هذا الانتساب ناتج عن تشابه في الأسماء فجابر المنسوب إلى الأندلسإشبيلية وعاش في القرن الثاني عشر الميلادي. ولكن معظم المصادر تشير إلى أنه ولد في مدينة طوس من أعمال خراسان. 

هاجر والده حيان بن عبد الله الأزدي من اليمن إلى الكوفة في أواخر عصر بني أمية، وعمل في الكوفة صيدلياً وبقي يمارس هذه المهنة مدة طويلة (ولعل مهنة والده كانت سبباً في بدايات جابر في الكيمياء وذلك لارتباط العلمين) وعندما ظهرت دعوة العباسيين ساندهم حيان، فأرسلوه إلى خراسان لنشر دعوتهم، وهناك ولد النابغة جابر بن حيان المؤسس الحقيقي لعلم الكيمياء.
وعندها شعر الأمويون خطر نشاط حيان بن عبد الله الأزدي في بلاد فارس فألقوا القبض عليه وقتلوه. ولهذا اضطرت عائلة حيان الأزدي أن تعود إلى قبيلة الأزد في اليمن. وهناك ترعرع جابر بن حيان الأزدي. وعندما سيطر العباسيين على الموقف سنة 132 هـ في الكوفة واستتب الأمن، رجعت عائلة جابر بن حيان إلى الكوفة. وتعلم هناك ثم اتصل بالعباسيين وقد أكرموه اعترافاً بفضل أبيه عليهم وكان أيضاً صاحب البرامكة. وتوفي جابر وقد جاوز التسعين من عمره في الكوفة بعدما فر إليها من العباسيين بعد نكبة البرامكة وذلك سنـة 197هـ (813م )وقيل أيضا 195 هـ/810 م.

وقد وصف بأنه كان طويل القام ، كثيف اللحية مشتهرا بالإيمان والورع وقد أطلق عليه العديد من الألقاب ومن هذه الألقاب "الأستاذ الكبير" و"شيخ الكيميائيين المسلمين" و"أبو الكيمياء" و"القديس السامي التصوف" و"ملك الهند".

تعليمه
حينما استقر جابر بن حيان في الكوفة بعد عودة عائلته من اليمن، انضم إلى حلقات الإمام جعفر الصادق ولذا نجد أن جابر بن حيان تلقى علومه الشرعية و اللغوية والكيميائية على يد الإمام جعفر الصادق. وذكر أنه درس أيضا على يد الحميري. ومعظم مؤرخي العلوم يعتبرون جابر بن حيان تلقى علومه من مصدرين: الأول من أستاذه الحقيقي الإمام جعفر الصادق، والثاني من مؤلفات ومصنفات خالد بن يزيد بن معاوية.فعن طريق هذه المصادر تلقى علومه ونبغ في مجال الكيمياء وأصبح بحق أبو الكيمياء فقد وضع الأسس لبداية للكيمياء الحديثة.

 الكيمياء في عصره

بدأت الكيمياء خرافية تستند على الأساطير البالية، حيث سيطرت فكرة تحويل المعادن الرخيصة إلى معادن نفيسة وذلك لأن العلماء في الحضارات ما قبل الحضارة الإسلامية كانوا يعتقدون المعادن المنطرقة مثل الذهب والفضة والنحاس والحديد والرصاص والقصدير من نوع واحد، وأن تباينها نابع من الحرارة والبرودة والجفاف والرطوبة الكامنة فيها وهي أعراض متغيرة (نسبة إلى نظرية العناصر الأربعة، النار والهواء والماء والتراب)، لذا يمكن تحويل هذه المعادن من بعضها البعض بواسطة مادة ثالثة وهي الإكسير. ومن هذا المنطلق تخيل بعض علماء الحضارات السابقة للحضارة الإسلامية أنه بالإمكان ابتكار إكسير الحياة أو حجر الحكمة الذي يزيل علل الحياة ويطيل العمر.
وقد تأثر بعض العلماء العرب و المسلمين الأوائل كجابر بن حيان وأبو بكر الرازي بنظرية العناصر الأربعة التي ورثها علماء العرب والمسلمين من اليونان. لكنهما قاما بدراسة علمية دقيقة لها؛ أدت هذه الدراسة إلى وضع وتطبيق المنهج العلمي التجريبي في حقل العلوم التجريبية. فمحاولة معرفة مدى صحة نظرية العناصر الأربعة ساعدت علماء العرب والمسلمين في الوقوف على عدد كبير جداً من المواد الكيماوية، وكذلك معرفة بعض التفاعلات الكيماوية، لذا إلى علماء المسلمين يرجع الفضل في تطوير اكتشاف بعض العمليات الكيميائية البسيطة مثل: التقطير والتسامي والترشيحوالتبلور والملغمة والتكسيد. وبهذه العمليات البسيطة استطاع جهابذة العلم في مجال علم الكيمياء اختراع آلات متنوعة للتجارب العلمية التي قادت علماء العصر الحديث إلى غزو الفضاء.

بعض منجزات ابن حيان


هذه قائمة بسيطة وموجزة حول بعض منجزات جابر بن حيان في علوم الكيمياء:
  • مكتشف القلويات المعروفة في مصطلحات الكيمياء الحديثة باسمها العربي Alkali،
  • إدخال البحث التجريبي إلى الكيمياء. فقد أدخل عنصرَيْ التجربة والمعمل في الكيمياء وأوصى بدقة البحث والاعتماد على التجربة والصبر على القيام بها ، فجابر يُعَدُّ من رواد العلوم التطبيقية.
  • إكتشف "الصودا الكاوية" أو القطرون (NaOH).
  • أول من إستحضر ماء الذهب وماء الفضة.
  • أول من أدخل طريقة فصل الذهب عن الفضة بالحلّ بواسطة الأحماض. وهي الطريقة السائدة إلى يومنا هذا.
  • ملح النشادر، والبوتاس،
  • أول من أكتشف حمض النيتريك.
  • أول من إكتشف حمض الهيدروكلوريك.
  • إعتقد بالتولد الذاتي.
  • تناول في كتاباته الفلزات، وأكسيدها، وأملاحها،
  • أضاف جوهرين إلى عناصر اليونان الأربعة وهما ( الكبريت والزئبق) و أضاف العرب جوهرا ثالثا وهو (الملح).
  • أول من إكتشف حمض الكبريتيك وقام بتسميته بزيت الزاج.
  • أدخل تحسينات على طرق التبخير والتصفية والإنصهار والتبلور والتقطير.
  • استطاع إعداد الكثير من المواد الكيميائية كسلفيد الزئبق و أكسيد الأرسين (arsenious oxide).
  • إسهاماته في هذا الميدان في تكرير المعادن، وتحضير الفولاذ، وصبغ الأقمشة ودبغ الجلود، وطلاء القماش المانع لتسرب الماء.
  • استعمال ثاني أكسيد المنغنيز في صنع الزجاج.
  • شرح بالتفصيل كيفية تحضير الزرنيخ ، والأنتيمون ، وتنقية المعادن وصبغ الأقمشة.
  • اكتشف أن الشب يساعد على تثبيت الألوان ، كما أنه صنع ورقاً غير قابل للاحتراق ، وحضر أيضاً نوعاً من الطلاء يمنع الحديد من الصدأ .
  • أول من استعمل الموازين الحساسة ، والأوزان المتناهية في الدقة في تجاربه العلمية.
 شهادات غربية
إن جابر بن حيان هو الذي وضع الأسس العلمية للكيمياء الحديثة والمعاصرة ، وشهد بذلك كثير من علماء الغرب .
فقال عنه Berthelot برتيلو :"إن لجابر في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق" .
وقال عنه الفيلسوف الإنكليزي (فرانسيس باكون) : (إن جابر بن حيان هو أول من علم علم الكيمياء للعالم، فهو أبو الكيمياء)
ويقول ماكس مايرهوف : يمكن إرجاع تطور الكيمياء في أوربا إلى جابر ابن حيان بصورة مباشرة. وأكبر دليل على ذلك أن كثيراً من المصطلحات التي ابتكرها ما زالت مستعملة في مختلف اللغات الأوربية.
لقد عمد جابر بن حيان إلى التجربة في بحوثه ، وآمن بها إيمانا عميقا . وكان يوصي تلاميذه بقوله :"وأول واجب أن تعمل وتجري التجارب، لأن من لايعمل ويجري التجارب لا يصل إلى أدنى مراتب الإتقان. فعليك يابني بالتجربة لتصل إلى المعرفة".

مؤلفاته
جاء في "الأعلام" للزركلي أن جابراً له تصانيف كثيرة تتراوح ما بين مائتين واثنين وثلاثين وخمسمائة كتاب، لكن ضاع أكثرها. وقد ترجمت بعض كتب جابر إلى اللغة اللاتينية في أوائل القرن الثاني عشر، كما ترجم بعضها من اللاتينية إلى الإنجليزية عام 1678م ، وفي سنة 1928م أعاد هوليارد صياغتها، وقدم لها بمقدمة وافية ، وظل الأوربيون يعتمدون على كتبه لعدة قرون . من أهم هذه الكتب :
  1. - كتاب " السموم ودفع مضارها " : كتاب في خمسة فصول تبحث أسماء السموم و أنواعها وتأثيراتها المختلفة على الإنسان والحيوان. والعلامات والعلاج والحذر من السموم وفيه قسم السموم إلى سموم حيوانية ونباتية وحجرية كالزئبق والزرنيخ والزاج. وهذا الكتاب يعتبر همزة وصل بين الطب والكيمياء.
  2. - نهاية الاتقان: وهو مؤلف رائد في الكيمياء.
  3. - أصول الكيمياء
  4. - استقصاءات المعلم
  5. - الموازين الصغير
  6. - كتاب الرسائل السبعين : ويشمل سبعين مقالة حول أهم تجاربه في الكيمياء والنتائج التي توصل إليها ويمكن اعتباره خلاصة ما وصل إليه علم الكيمياء عند العرب في عصره.

وفاته

توفي جابر بن حيان حوالي عام 199 هـ ، الموافق 815 م على اختلاف بين المؤرخين.

الرئيسية 

خالد بن يزيد بن معاوي
خالد بن يزيد بن معاوية (13 – 85 هـ) هو حفيد الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان وابن الخليفة الثاني يزيد بن معاوية. كان مهتماً بالعلوم وراعيا للمشتغلين بها، وهو أول من اهتم من العرب بعلم الكيمياء وترجم فيه الكتب.
ذُكر للخلافة بعد أن تنازل عنها أخوه معاوية بن يزيد وطلبها متنازعاً عليها مع عبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم، فذهبت إلى مروان بن الحكم الذي تزوج أمه، وقيل غصباً. واتجه هو إلى طلب العلم، و خصوصاً علم الكيمياء.
يذكر ابن كثير أنه كان يحتفل مع المسلمين والمسيحيين واليهود بكل أعيادهم، ويصوم أيام الجمعة والسبت والأحد، وفي كل المناسبات الدينية دون تمييز. جلب العلماء من مصر وأجرى عليهم المال ليترجموا العلوم الكيميائية والطبية من اللغات اليونانية والقبطية إلى العربية، واهتم بعلم الكيمياء، كما اهتم بعلوم الطب والفلك. ساهم في ترسيخ الكيمياء كعلم بدلا عن الخيمياء واستفاد منها في الصيدلة وهو أول من استعمل علم الكيمياء لصناعة بعض الأدوية لخدمة الطب. قال الشعر، وألف العديد من الكتب والرسائل. و لُقب بحكيم بني أمية. تزوج رملة بنت الزبير.

الرئيسية 
 مسلمة المجريطي 

أبو القاسم مسلمة بن أحمد المجريطي وقيل سلمة بن أحمد. هو أحد علماء الرياضيات والكيمياء والفلك في الأندلس والمغرب العربي. ولد بمدينة مجريط (تعرف اليوم بمدريد) سنة 340 هـ وتوفي سنة 397 هـ عن سبعة وخمسين عاما. عرف بإمام الرياضيين في الأندلس. درس أبو القاسم العلوم الطبيعية و الرياضة و الفزياء و اطلع على كتب من سبقوه من العلماء
رجع ابن خلدون إلى بعض كتبه في بعض موضوعات مقدمته كما قال عنه هولميارد في كتابه صانعو الكيمياء: «إن أبا القاسم المجريطى يكفيه فخرا أنه انتبه إلى قانون بقاء المادة التي لم ينتبه إليها أحد قط من الكيميائيين السابقين له».
اهتم برصد الكواكب ودرس كتاب بطليموس الذي نقل إلى العربية إلا أن أعماله في مجال الفلك وقفت عند حساب الزمن وعمل الجداول الفلكية. كما اهتم المجريطي بتتبع تاريخ الحضارات القديمة وما تمخضت عنه جهود الأمم من مكتشفات ومعرفة.

مؤلفاته

  • رتبة الحكم في الكيمياء، من أهم المؤلفات في تاريخ الكيمياء في الأندلس وأوضح فيه أهمية العلوم الأخرى لمن يريد الاشتغال بالكيمياء لأنها تساعده على قوة الملاحظة والتفكير الدقيق في العمليات الكيميائية.
  • غاية الحكيم الذي ترجم بأمر من الملك ألفونسو إلى اللغة اللاتينية في عام 1252 م تحت عنوان (Picatrix).و هو كتاب موسوعي احتوي على مقالات في تاريخ الحضارة في اقدم عصورها و مستنبطات من تواريخ المم الشرقية .كما يحتوى على مقالات في العلوم مثل الكيمياء و الفلك والسحر و الحيل و الرياضة
  • عني المجريطي بزيج الخوارزمي وزاد عليه.
  • له رسالة في آلة الرصد و المعروفة وبالإسطرلاب.
  • ترك أبحاثا قيمة في مختلف فروع الرياضيات كالحساب والهندسة. فقد كان امام الرياضين في عصره. 
الرئيسية

visitors

free counters